ما هو البحث بالجذع أو البحث بالساق؟
للإجابة على هذا السؤال أعود بكم إلى الوراء قليلا وتحديدا في عام 2005 حين كتب (د. نبيل علي) كتابه حول الفجوة بين معارف المجتمع العربي وبين معارف العصر الرقمي، في كتابه المنشور في سلسلة عالم المعرفة والذي يحمل رقم 318، حيث ذكر في معرض بحثه حول (فجوة صناعة المعجم - ص345) كلاما حول مفهوم الجذع أو الساق.
"(ج) من حيث ترتيب المداخل المعجمية: مازال أساس ترتيب المعجم العربي حائرا بين الجذر root وساق الفعل stem (الجذع)، أي الكلمة الأصلية بعد أن استوفى مبناها ومقوماتها، دون زوائد أو لواحق حيث لا تؤثر في المعنى."
ولكي نستطيع أن ندرك أبعاد كلام الدكتور نبيل علي وما أراد إيصاله للقارئ العربي وقتها، فإنه من الواجب علينا أن نبحث في علم أصول الكلمات في اللغة العربية، ذلك العلم الذي وضعه د. نبيل في مقارنة مع علم أصول الكلمة الإنجليزية الذي شبع بحثا ودراسة والذي قد صنعت له معاجم بأنواع شتى لخدمة المجال الرقمي. وحيث أن ما نعرفه عن أصل الكلمة العربية أن له نوعان، الجذر أو المصدر، وحيث أن كلاهما غير كافي لسد هذه الفجوة الرقمية الحاصله بسبب غزارة الدراسات التي أجريت على الكلمة الإنجليزية والتي انبتت من خلفها تقنيات عالية الدقة في مجالات البحث الآلي وقراءة النصوص الآلية والترجمة الآلية، فإن النقاط الثلاثة التالية توضح الفرق بين مفهوم الجذر ومفهوم المصدر في ظل ما يعرف بمفهوم الجذع الذي أشار إليه (د. نبيل علي) والذي أولته الدراسات الأجنبية جانب خاص في معرض أبحاثها خلف أصول الكلمات الإنجليزية:
1- الجذر:
هو بنية ذهنية مجردة للكلمة، أو حروف أصول تبنى بها الكلمات، يكتب حروفا دون حركات مفصول بينها بنقاط وتوضع بين قوسين، مثل (س.ء.ل)، أو هو الأصل الأول للكلمة الذي لا يجوز أن يتجزأ، وفي اللغة العربية معظم الكلمات لها أصل ثلاثي وبعضها لها أصل رباعي وكلمات قليلة لها أصل خماسي، والكلمات التي تبنى من الجذر تسمى إشتقاقات. والجذر لا يمكن الاعتماد عليه في عمليات البحث الرقمي حيث أن هناك جذور متشابهة لمعاني مختلفة مثل البحث عن كلمة "أمر" والتي لها جذر واحد ولكنها تحمل أكثر من معنى.
2- الجذع (أو الساق):
هو كلمة مشتقة من الجذر، وهي كلمة أصلية، استوفت معناها واستوفت مقوماتها وأصبحت كلمة مستقلة المعنى، ولا يوجد بها زوائد أو لواحق تؤثر على معناها.
3- المصدر:
هو أحد الجذوع التي تتبع قواعد محددة لاستخراجها من جذرها، والمصدر هو اسم يدلّ على حدث أو فعل مُجرَّد من: الزمان، والمكان، والفاعل، وعدد الفاعلين، وجنس الفاعل، وهو معنى مُجرَّد لا يُدرَك بالحواسّ؛ فلا يُرى ولا يُلمَس مثلاً، وليس لصيغته أي دلالة كأن يدلّ على هيئة الحدث، أو عدده مثلاً، ومثال ذلك المصدر (انطلاق): فالسامع بسماعه أو استخدامه لمفهوم الانطلاق فإنّه لا يحدّد من ينطلق، ولا زمان الانطلاق، ولا مكانه، ولا يستطيع أن يحدّدَ الأشخاص، أو جنسهم، أو عددهم مثلاً، إنّما تتكوَّن لديه صورة الحدث بصورة عامة وهي الانطلاق، إذاً فالمصدر يجمع بين الاسم والفعل من حيث خصائص كلٍّ منهما، فهو يقبل علامات الاسم كالتنوين، وأل التعريف، وغيرها، ويدلّ على حدث كالفعل.
وعليه، فالبحث بالجذع هو بحث بالمعنى الدلالي للكلمة وليس بحثا بالحروف الجذرية للكلمة وفقط، وهذا البحث يعتمد على المضمون الدلالي للألفاظ والمفهوم والغرض والوصف والوظيفة. وهذا النوع من انواع البحث يكون في حاجة إلى نوعية خاصة من المعاجم الدلالية التي تحتوي على شبكات دلالية للمحتوى اللفظي بها. وبناء عليه يستطيع النظام الآلي أن يجيب عن أسئلة من قبيل: أين موضعه؟ ما هي وظيفته؟ كيف يقوم بوظيفته؟، فإذا كنت تبحث عن "عين الصيرة" فسيعرف المحرك أنك تقصد مكان جغرافي ولست تقصد تركيب عين الإنسان.
وقد اقترح بعض الباحثين (في معرض بحثهم حول بناء معجم اللغة العربية) معالجة المباني النصية وفق آليات محددة مثل آلية الفهرسة جذعيا وألفبائيا وآلية التحليل الصرفي للجذر والجذع والفرع وآلية التحليل التركيبي (الإعراب)، وهنا يظهر مفهوم جديد (مفهوم الفرع) حيث يجب أن نسلط عليه الضوء:
الفرع:
يطلق عليه بالإنجليزية Lemma وفي (اللغات الإلصاقية مثل اللغة الإنجليزية) يعتبر هو الشكل الأصلي للفعل والذي يصلح أن يكون مدخل معجمي للمادة اللفظية للكلمة والذي يصلح أن يكون على رأس الوصف التعريفي في المعجم ويختلف عن الجذر في كون الجذر جزء من الكلمة لا يمكن تغييره حتى مع وجود أشكال متعددة منها. أما في اللغات الاشتقاقية كاللغة العربية فيقع ضمن المعلومات الصرفية للكلمة ويعتبر واحد من مجموعة من الأبنية الصرفية (الجذر والجذع والفرع) المستخدمة لتعيين المعانى الوظيفية للكلمة والذي تحكمه ثلاث قواعد لاستخراجه:
1- هو الكلمة نفسها إذا كانت أداة.
2- هو مفرد الكلمة في حالة الأسماء.
3- هو الفعل الماضي المسند إلى الغائب في حالة الأفعال.
وقد اقترح بعض الباحثين (في معرض بحثهم حول بناء معجم اللغة العربية) معالجة المباني النصية وفق آليات محددة مثل آلية الفهرسة جذعيا وألفبائيا وآلية التحليل الصرفي للجذر والجذع والفرع وآلية التحليل التركيبي (الإعراب)، وهنا يظهر مفهوم جديد (مفهوم الفرع) حيث يجب أن نسلط عليه الضوء:
الفرع:
يطلق عليه بالإنجليزية Lemma وفي (اللغات الإلصاقية مثل اللغة الإنجليزية) يعتبر هو الشكل الأصلي للفعل والذي يصلح أن يكون مدخل معجمي للمادة اللفظية للكلمة والذي يصلح أن يكون على رأس الوصف التعريفي في المعجم ويختلف عن الجذر في كون الجذر جزء من الكلمة لا يمكن تغييره حتى مع وجود أشكال متعددة منها. أما في اللغات الاشتقاقية كاللغة العربية فيقع ضمن المعلومات الصرفية للكلمة ويعتبر واحد من مجموعة من الأبنية الصرفية (الجذر والجذع والفرع) المستخدمة لتعيين المعانى الوظيفية للكلمة والذي تحكمه ثلاث قواعد لاستخراجه:
1- هو الكلمة نفسها إذا كانت أداة.
2- هو مفرد الكلمة في حالة الأسماء.
3- هو الفعل الماضي المسند إلى الغائب في حالة الأفعال.