Friday, 7 November 2008

الحول وعبقرية الاتحاد

نحن المبرمجين العرب لسنا أقل عبقرية من أقراننا الغربيين ، ولكننا الأقل حنكة منهم في أمور التوحد والاجتماع ، ولست أرى ذلك إلا من الواقع الأليم الذي نحياه متفرقين ونحن أمة الجمعة والعيدين والاجتماع فيها أيما اجتماع.

بينهم ترى ثمار الوحدة تلمس باليدين وبيننا الفرقة والحول بين العينين.

شعرت بذلك حينما كنت أقرأ كتابا يتكلم عن بناء الأنظمة الضخمة كأنظمة البنوك وشركات الطيران ووكالات الأنباء ، حيث لا مجال للخطأ البرمجي فالخطأ يعني ضياع الأموال ، وجدت - وذلك من خلال الكتاب - أن الفكر يولد فكراً ، والفكرة الوليدة محاطة بعوامل النمو ، تترعرع وتنشأ وتشب لتصبح أماً لأخرى في يوم من ذات الأيام.

بينما نحن تولد فينا الفكرة وتوأد هكذا من غير إنذار ولا برهان ، وإن رأت النور يكون الوبال والحقد والغيرة والجحود والنكران من الأقران ، ولا تجد من الناصرين أحداً أبدا ، وإن وجدت من ينصرها تعيش وحيدة فريدة من غير أبناءٍ كأنها قد ولدت عاقراً لا رحم لها ولا أنساب.

فكم من السطور خطها مبرمجينا الكرام ، وكم من الأفكار العبقرية ذهبت أدراج الرياح والأوهام ، كم زرعنا ورأينا النبت لا في أرضنا ولكن في دورٍ غريبة عنا وعن الأوطان ، وأصبحنا بلا ثمرٍ بل أصبحنا أصحاب غزلان.

فهل ثم من أمة تجمع شتات الأفكار ، وتوحد بين العقول والألباب.

من شعر أحمد شوقي (قصة ... أَمَّةَ الأَرانِبِ)
نادِي بهم: يا مَعشرَ الأَرانبِ ** من عالِمٍ، وشاعرٍ؛ وكاتب
اتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي ** فالاتحادُ قوّةُ الضِّعاف

2 comments:

Hazem Alshakr said...

السلام عليكم ورحمة الله
ماشاء الله ولا قوة إلا بالله
أدعو الله ان يوفقك إلى تحقيق طوحاتك وأحلامك الكبيرة يا وائـــل وان ينفعنا (أخوتك من المسلمين) بها.

رسائل انجازاتك كمشرف مواقع وزارة الأوقاف القطرية لا تحتاج إلى تعليق سوى الإشادة والثناء على هذا الجهد العظيم والثمار الحلوة الطيبة، بارك الله لنا فيكم وأعز بكم الإسلام والمسلمين

ولكن ما أعجب به هو تلك الرسائل الخاصة ذات الأسلوب الجميييييييل الصادق البسيط، فما أن أقرأ العنوان والفقرة الأولى إلا وأجدني وقد أرتبطت بالرسالة عاطفياً ولا أفيق إلا وقد أتممت قراءتها فحصاً وتمحيصاً.

بارك الله فيك يا وائـــل

حازم الشقر
إسلام ويب

Wael AlGhool said...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كن جميلا ترى الوجود جميلا.

فلو لم تكن جميلا يا حازم ما رأيت الجمال في رسائلي.

نفعني الله وإياك وكافة المسلمين بهذه الرسائل البسيطة، وأملي أن أكتب منها الكثير لتكون عونا للجميع في كل مكان.

وسعادتي في متابعتك لها أولا بأول والتعليق عليها بلا انقطاع.

وائل الغول