لم يقتنع إبني حمزة ذو الثمانية أعوام على مدار أربعة أشهر أن يحفظ جدول الضرب ، وكلما حفظه نساه وكلما شجعته خارت قواه ، وفي ثنايا الحوار سألني .. لماذا يجب أن احفظ هذا الجدول؟ ، فأدركت أنه لا يدرك إلا ما تلمسه يداه أو شيء ما يهواه ، وأن صفحات الواجب المدرسي لا تكفي لإقناعه بضرورة حفظ الجدول ، فقررت أن أجد له سبب مقنع ، وليس هناك ما يقنعه قدر اقتانعه بألعاب الكمبيوتر ، فقررت أن أصنع له لعبة كمبيوترية تختص فقط بجدول الضرب ، ولكن الوقت لا يكفي لتحليل الفكرة وبناء البرنامج ، فقررت البحث على الإنترنت عن لعبة كمبيوترية تقوم بالمهمة المطلوبة ، وخلال رحلة البحث صادفت موقعا أمريكيا لم أحسب أنني سأجد مثله على الرغم من أنني أعلم أنه غير مستحيل وجوده ، ولكن الثبات والنوم العميق الذي ننعس فيه نحن العرب منذ زمن يمنع عنا طرق المنافسة وسبل الابتكار.
الموقع الأمريكي يعتمد إسلوب اللعب متدرج الصعوبة لتعليم الأطفال وإيصال المعلومة ، فيتعلم الطفل من خطأه ويرتفع مستواه مع ارتفاع رصيد النقاط التي يحصل عليها من كل لعبة ، وهناك جوائز على الطريق وميداليات تنتظر الفائز ، وهناك برنامج في الموقع يعمل من وراء الكواليس ، مهمته أن يتابع الإجابات ويتابع الزمن الذي يستغرقه الطفل في تحصيل المعلومة ، ويستخرج تقارير لحظية عن نمو المهارات المطلوبة.
الموقع يقسم المادة العلمية لعلم الرياضيات إلى مجموعة من المستويات حسب مقاييس كل ولاية من الولايات الأمريكية ، ويفرد للمقاييس البريطانية والإسترالية والجنوب إفريقية موقع خاص لكل منها ، فتجد أن الطفل يتعلم المتر والجنيه الاسترليني في بريطانيا بينما يتعلم البوصة والدولار في أمريكا. في كل مستوى تجد مجموعة من المهارات الرياضية التي يجب على الطفل أن يتعلمها ، كل مهارة لها عدد لا نهائي من التدريبات الكمبيوترية الممتعة التي تعجب الأطفال ويعتبرونها ألعاب ، ولكنهم ومع كل الانتقال من مهارة إلى أخرى يتعلمون المادة العلمية دون أن يدركوا أنهم يتعلمون.
الموقع يقدم لوحة تحكم للأباء وأخرى للمعلم ، من خلال اللوحة يستطيع الأب أن يتابع مستوى التقدم المهاري للطفل من خلال أكثر من 30 تقرير كل منهم يهتم بزاوية معينة لنمو المهارة. والاشتراك في الموقع شهري أو سنوي ، السنوي في حدود ال80 دولار للأسرة ولكل طفل إضافي 20 دولار ، كما أنه يوجد اشتراك لفصل كامل ، الفصل محدد ب30 طالب بمبلغ 200 دولار وكل طالب إضافي 6 دولار.
عنوان الموقع هو:
أرجو أن ينتفع به من ينتفع ، واتمنى أن يوجد مثل هذا الاستثمار في بلادنا العربية.
وفي الطريق صادفت لعبة كمبيوترية متخصصة فقط في جذب الطفل لحفظ جدول الضرب ، وهي لعبة ثلاثية الأبعاد وعلى درجة عالية من الاتقان ، ألوانها جذابة وأصواتها مشوقة ، وإليكم الرابط: