الحلقة 1
رجع الزمن ...
في قطر، وعلى مسافة قريبة من مستشفى حمد، في منطقة السد، حيث تقع شقتي في الدور الرابع بإحدى البنايات الجديدة، جلست متأملا الفضاء الشاسع الممتد بعيدا خلف البنايات، أنظر من شباك يطل (يمينا) على فندق كبير اسمه "السد بلازا"، و(يسارا) من جهة الفندق الخلفية يقع مبنى المحكمة، يتوسط المسافة بين الفندق ومبنى المحكمة موقف سيارات مكون من طابق أرضي وآخر علوي وهو خاص بالفندق ويتسع لأكثر من 300 سيارة، وبيني وبين الموقف ثلاث بنايات جديدة في طور الإنشاء، وقد بدأن يحجبن عني تفاصيل هذا المشهد الجميل، وأرى العمال يعملون بكد وعرق في جو آن أوان الحر فيه أن يرتفع مع زيادة ملموسة في لهيب أشعة الشمس، وأرى من بعيد السيارات وهي تمر من أمام المحكمة في طريق يصل بين مستشفى حمد وفندق رمادا ويمتد يمينا لينتهي عند مطار الدوحة القديم، ذلك المطار الذي استقبلني وأهلي في أول تجربة عمل لي خارج مصر خلال الأحد عشر سنة الماضية، وعلى الضفة المقابلة من نهر ذلك الطريق تقع بنايات شهيرة مثل معرض الفردان للسيارات.
أجلس الآن وأنظر في الفضاء الشاسع وأتذكر أحداث الشهور العشرة الماضية منذ وطأت قدماي ثرى هذه البلدة التي اشتهرت بطيبة أهلها عن سائر بلاد الخليج، ولكنها اشتهرت أيضا بقلة خبرتهم مقارنة بباقي دول الخليج في ميادين العمل المختلفة, أتذكر تلك الساعة التي استقبلني فيها رائد موظف العلاقات العامة، وقد عرفني من النظرة الأولى، أظنه قد حفظ شكلي من الصورة الموجودة بجواز السفر، اصطحبنا رائد في سيارة بدت من الوهلة الأولى فارهة مقارنة بأنواع السيارات في بلدنا الحبيبة مصر، لم تكن سيارته هذه فارهة مقارنة بباقي السيارات التي رأيتها بعد ذلك في الدوحة، كانت السيارة من طراز تويوتا كامري موديل 2005، كان الوقت ليلا وشارفت الساعة على العاشرة والنصف، حيث بدا الجو حارا وقد تصببت الكثير من العرق، فقد كنا في مطلع الصيف في آخر يوم من أيام شهر مايو لعام 2007، كانت حقائب السفر الثلاث مع درجة الحرارة العالية عاملا قويا في تصبب العرق، وضعت الحقائق الثلاث بالسيارة ودلفت أنا وزوجتي وولداي داخل السيارة، حيث جلست بجوار رائد، وما إن دار محرك السيارة حتى شعرت بالهواء البارد يخرج من تكيف السيارة ويرطب الجو من حولنا ويحول حرارة الصيف إلى نسيم ربيع، ولم يقاوم العرق هذا النسيم الربيعي حيث بدأ يختفي شيئا فشيئا ونحن في طريقنا لفندق رتاج بمنطقة السد، أرقى مناطق الدوحة، حيث سأقيم في شقة فندقية مفروشة لمدة أسبوعين.
ونحن في الطريق تعرفت إلى رائد وعرفت أنه عراقي الأصل كويتي المنشأ قطري الإقامة والعمل، ووجدت صعوبة في فهم لهجته الخليجية منذ الوهلة الأولى، ومع مرور الوقت اعتدت عليها وأصبحت أفهم ما يقول ولكني وحتى هذه اللحظة لا أستطيع تقليده :) أو التحدث بهذه اللهجة، ساعدني رائد كثيرا في أيامي الأولى، حيث كان يقلني من الفندق لمكان العمل ذهابا وعودة، كما ساعدني بعض الشيء في استكمال إجراءات الإقامة.
وللحديث بقية فكونوا معنا ... فاصل ونواصل :)
No comments:
Post a Comment