Monday 24 March 2008

اعتذار


رأينا وسمعنا وقرأنا، وللأسف أننا سكتنا ولربما نسينا.

تلك المخدوعة والمفتونة بدنياها، التائهة عن دينها، الملحدة، وفاء سلطان.

هذه المخلوقة التي ارتدت عن دين الحق والعدل دين الإسلام، وسبته ووصمته بأبشع الألفاظ وأشد العبارات، واتهمته بأنه سلبها اثنان وثلاثين عاما من عمرها قضتها تحت مظلته وفي كنفه، بل ساندت وتساند أبواق الكفر وجحافل الجهل وعتاة الظالمين، ساندت من سبو الحبيب المصطفى صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى أهله وأصحابه وتابعيه وتابعي تابعيه إلى يوم الدين.

أعتذر إلى الله عز وجل، وأعتذر إلى رسوله صلى الله عليه وسلم على تقصيري وتقصير أمتي (إلا من رحم) على جهلنا الذي كمم أفواهنا وفك ألسنتهم وأفلت زمامهم وجرأهم على إمام المرسلين رحمة الله للعالمين هادي البشرية جمعاء الآخذ بحجزها عن النار صاحب الشفاعة العظمى قارع أبواب الجنة حبيب الرحمن، "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (9) الصف".

أردت هناأن أترك ضعفي ووهني وأحاول أن أرد على الساحر كيده وعلى المتطاول أساءته، وأن أقدم لله في هذا المقام اعتذرا، لعله يتغمدني وأخواني القراء برحمته، فما بهذه السطور من خير فمن الله وبتوفيقه وما بها من شر فمن نفسي ومن الشيطان.

تلك المرأة العلمانية ليست بدعا من المتطاولين والمستهزئين المرتدين عن الملة، وقد سبقها الكثيرون، ولكنها تمتاز عن الباقين بحقد دفين وبغض بهيم ولسان سليط "... ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ...(118) آل عمران".

كما ويغطيها جهل كبير وظلام كحيل أو قل يكتنفها نوم عميق أعماها عن رؤية ضوء الشمس الساطع في فلج الصبح الصافي، " فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون (83) غافر".

ويزداد الإيمان بالله عز وجل وبرسالته السمحاء بعد أن ترى تحقيقا لأسمائه سبحانه وتعالى في هذه المرأة، (الصبور الحليم) ومن أعظم منه سبحانه صبرا وحلما بعد ما سمعنا ورأينا من تلك الجاهلة، أدعو الله أن يريها أثم ما تفعل في الدنيا قبل الآخرة، وأن يرينا فيها من أسماء الجبروت.

تقول في مطلع كلامها، أن معاول الهدم بدأت بإسقاط أول لبنه في صرح الإسلام بنشر هذه الرسوم، ولا أعلم كيف تاه عنها أن صرح الإسلام في اتساع، هل أعماها حقدها عن رؤية عدد المسلمين اليوم في أوروبا وأمريكا والذي تخطي ال50 مليون، ألم يسعفها عقلها في إدراك المعدل الكبير في تحول غير المسلمين للإسلام، "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) الصف".

لقد فرحت بالرسوم فرح الأم بوليدها، وقالت أعيدوها وكرروها، وما أشبه الليلة بالبارحة، " إنه فكر وقدر (18) فقتل كيف قدر (19) ثم قتل كيف قدر (20) ثم نظر (21) ثم عبس وبسر (22) ثم أدبر واستكبر (23) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر (24) إن هذا إلا قول البشر (25) سأصليه سقر (26) المدثر"

فرحت بالإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورأت فيها الصفعة المطلوبة لإيقاظ النائمين ليعيدوا تشكيل دينهم ومعتقداتهم، بمعنى ارتدادهم عن دينهم " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ... (217) البقرة"

هي بذلك تدعو دعوة صارخة ومتبجحة وثورة هوجاء على مبادئ وأسس الدين الإسلامي الحنيف، وترى أنه لا فرق بين الدين الإسلامي الحنيف وبين باقي المعتقدات وأنه يجب أن يتغير ويتبدل كما حدث مع باقي المعتقدات، وهي بذلك من الدعاة على أبواب جهنم والعياذ بالله، وانظر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم من صحيح البخاري:

11 - باب: كيف الأمر إذا لم تكن جماعة.
6673
- حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا ابن جابر: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي: أنه سمع أبا إدريس الخولاني: أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن). قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم). قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
[ر:3411]


أللهم أعذنا من العلمانيين وشرهم وجهلهم
أللهم جنبنا البلايا والفتن ما ظهر منها وما بطن

1 comment:

عرفات الغزالى said...

اخى الكريم اسئل الله تعالى ان يجزيك خير الجزاء على ما قدمت فى هذه المقاله القصيره فى كمها والطويله العميقة فى معانيها لانها من قال الله وقال رسوله .الحمدلله انه مازال فى الامه من يتحرك للدين الله بقلمه وبلسانه وبمعلوماته وبما لديه من الامكانيات من اجهزه ووسائل اتصال . واضيف على كلامك ان الله عز وجل قد حقق معجزة من معجزات نبيه عليه افضل الصلاة والتسليم وهى المعجزه المتجسده فى الحديث الذى مضمونه ان هذا الدين سوف يدخل الى كل بيت والى كل مكان وانه الله تعالى سوف يؤيد دينه بعز عزيز او بذل ذليل .هاهى الانترنت لم تدع بيت حجر ولا مدر الا ودخلته وخاصة فى بلاد الغرب المتمكن تقنيا وماديا ,ومن خلالها يتعرف الناس على الاسلام بل والله ان هنالك غرف حوار خاصة فى برنامج البالتاك تدعوا الناس الى الاسلام فيدخلون فيه افواجا ولله الحمد . استبشر الحاقدين على الدين عندما ظهرت وسائل الاعلام والاتصال ان الكفر سوف يدخل الى كل بيت مسلم , واستبشر العقلاء من المسلمين وغير المسلمين ان الخير سوف يدخل الى كل بيت وان العلم سوف ينتشر ,وكلا الفريقين قد اصاب فى توقعه , لكن توقع اهل الخير يكاد الان ان يرجح .فاذا انجرف عشرة من الجهلاء وراء الباطل واتى الى الحق عاقلا واحد فنحن فى خير لان العاقل ياسوى مئات الجهلاء .ثم ان الجاهل سوف يتوب الى الله تعالى اذا عقل بحول الله وقوته , اما العاقل فسوف يزداد ايمانا وقل ما نجد انسان عاقل يتراجع عن عقله .الخلاصه ان الدنيا بالف خير مادام فيها من يحاول ان يستغل كل ما بين يديه للنصرة الحق .ولسنا ندافع عن الاسلام لانه ديننا ولاننا ولدنا تحت راياته وترعرنا , انما لانه هو الحق وهو الرحمه وهو الخير للناس جميعا . واقول اظافة الى ماتكتبوه بالعربيه اكتبوا وبينوا بلغات اخرى اذا تمكنتم .وكل من لديه امكانية فى ترجمة مثل هذه المواضيع ونشرها فى للغات اخرى حتى يعم الخير .والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه واتبع نهجه واقتفى اثره .