Monday 12 May 2008

القاريء الرقمي وذيل الأمم

المشكلة باختصار

مشكلتي أن حبي شديد للقراءة والاطلاع، ومعظم ما أقرأه يكون في مجال تخصصي، وللأسف القراءة في تخصصي تحتاج لوقت كبير ومجهود غير بسيط، فمجال تقنية المعلومات متجدد بالسليقة، وكثير التشعب والتفرع، ولا يمكن أن يرتقى المتخصص دون أن يلزم نفسه بتنويع القراءة بين الكتب الفنية والبرمجية والبياناتية والإنتاجية والإدارية والتحليلية والمعمارية ناهيك عن المجلات الدورية التي تحمل جديد الموضوعات والتقنيات والابتكارات.





لا أخفيكم سرا أن الفرع الواحد والشعبة الواحدة في هذا المجال لا يكفيها قراءة كتاب واحد أو اثنين، ناهيك عن أن الكتاب في تخصصي هذا قد أصبح وله تاريخ نهاية صلاحية، فما يلزم قراءته اليوم تنتفي الحاجة لقراءته غدا، فلا يعقل مثلا أن أقرأ كتاب في الدوس ونحن في عصر الفيستا أو كتاب في الأيزو ونحن في عصر السي-أم-أم أو كتاب في الفيجوال بيسك ونحن في عصر الدوت نت، وعلى الرغم من انقضاء تاريخ الصلاحية فلا أقل من الرجوع لما قرأته بالأمس لالتامس الحكمة واستكمال العبرة والعظة. مع هذا فقد يصل عدد صفحات الكتاب الواحد إلى 500 صفحة في المتوسط وقد تزيد أو تنقص، وهذا ما يجعل من القراءة والاطلاع والمراجعة أزمة حقيقية، تتمثل في الحاجة لاستغلال كل دقيقة فراغ وكيف ذلك مع ثقل وزن الكتاب الورقي وصعوبة حمله ونقله وحتى تصفحه.



حل مبتكر

بحثت عن حل مبتكر لهذه المعضلة، فوجدت ضالتي في النسخ الإلكترونية (بي دي أف) من الكتاب، وقررت منذ زمن تكوين مكتبة كبيرة نسبيا من هذه النسخ الإلكترونية، وأصبحت أحملها معي على اسطوانات أو جزء منها على فلاش ديسك، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في لزوم وجود جهاز كمبيوتر للقراءة، وبما أن جلسات القراءة تطول وتطول، فقد انتقل التعب والمشقة من حمل ونقل وتصفح الكتاب الورقي إلى حمل جهاز الكمبيوتر ولزوم شحنه كل ساعتين على الأقل وإلى جلسات القراءة المقيدة بوجوده، ناهيك عن عدم القدرة على تدوين ملاحظات أثناء القراءة أو وضع علامات فاصلة بين صفحات الكتاب لحين الرجوع إليها.




حل أكثر ابتكارا

وبحثت من جديد عن حل مبتكر لهذه المعضلة، فوجدت ضالتي في القارئ الرقمي (أي-ريدر)، ووجدت أكثر من جهة عالمية تتبنى فكرة تصنيع قواريء رقمية، مثل فليبس وسوني وأمازون وغيرهم الكثير، ووجدت تشابه في الإمكانيات والأسعار، حيث تقع الإسعار ما بين ال300 إلى 900 دولار، ووجدتهم جميعا يستندون إلى تقنية جديدة وفريدة من نوعها يسمونها الحبر الإلكترني (إي إنك).


وتقوم فكرة هذه التقنية على شاشة مبتكرة تعامل معاملة الورق المطبوع، حيث تخضع الحبر الإلكتروني لعملية إلكترونية أشبه ما تكون بعملية الطباعة العادية بهدف عرض صفحات الكتاب أو المجلة أو الجريدة، ولا تحتاج الشاشة المبتكرة بعد ذلك لأي جهد كهربي للحفاظ على نسق الحبر المطبوع إلكترونيا، ما يعني عمر طويل لبطارية القاريء الرقمي تصل لأكثر من شهر بمعدل قراءة وتقليب للصفحات أكثر من 300 ورقة يوميا.



وهذه صورة لإمرأة تقرأ جريدة رقمية على قاريء افتراضي يسعى البعض لتطويره حاليا.

كما تتميز هذه الشاشة بقدرتها العالية على محاكة الورق العادي لدرجة تساعد القاريء على القراءة بشكل طبيعي حتى في ضوء النهار حيث ضوء الشمس الساطع. كما يتم تزويد القواريء بفتحات تخزين قياسية مثل (إس دي) مما يعطي القاريء القدرة على توسيع مساحته التخزينية وتكوين مكتبة إلكترونية ضخمة ومتنقلة وسهلة الحمل.


بعض الجهات مثل أمازون قامت باعتماد وتدعيم شبكات الاتصال اللاسلكية الحديثة وتقنيات الجوال داخل أجهزة القواريء الرقمية، وذلك لتوفير فرص شراء الكتب بأسعار مخفضة، وتسهيل عمليات الاشتراك في الجرائد اليومية والمجلات والدوريات وتنزيلها آليا دون تدخل بشري يذكر.


الشيء الذي جعل من القراءة حقل خصب لتحقيق مفهوم حقيقي للعولمة يتجسد في مظهر القرية الصغيرة التي تجمع قارات الكرة الأرضية.


والقائمة الآتية تضم مجموعة من الصور لقواريء رقمية:

















ذيل الأمم


وغني عن الذكر أن أمة العرب ما زالت في ذيل الأمم، حيث لم نسمع لتاريخه عن جهة حكومية أو رجل أعمال من أثرياء العرب أو هيئة عربية سعت لتبني هذه المعجزة العصرية التي تيسر على المثقفين والمبدعين والعلماء والعاملين في شتى المجالات الحصول على المعلومة والخبر في يسر وسهولة وقت ظهوره. فأين الداعون للحفاظ على الهوية العربية ولغة القرآن الكريم، ما أحوجنا اليوم إلى تطوير الوعاء الثقافي بشكل يواكب الحياة العصرية، وما أكثر من ينادون لتطوير الوعاء الثقافي العربي والحفاظ على اللغة العربية من الانقراض والضمور.



أمنية قاريء


أتمنى أن أرى المشاريع القومية مثل مشروع القراءة للجميع وقد تبني فكرة كتاب إلكتروني لكل مواطن، أو أن تقوم المكاتب العامة مثل مكتبة الإسكندرية (وما يشابهها) بمبادرة تثقيف مجتمعي شامل من خلال القواريء الرقمية في عصر ثورة الاتصالات والمعلوماتية والعولمة.



4 comments:

Anonymous said...

الله يا باشمهندس وائل
مقال جميل
فيه كل عناصر المقال
التشويق والمعلومة الجميلة المفيدة
أنا هاستنى لما يبقى الإي ريدر منتشر وموجود في كل مكان
والتكنولوجيا في الأيام دي تتطور بسرعة وبدون أي دعم
فانتظر قريبا الإي ريدر في كل إيد
علي حافظ

Anonymous said...

جزاك الله خيرا على هذا المقال الرائع
مع ملاحظة أن شركة إنتل قد تعاقدت مع حرف منذ عام ونصف تقريبا لعمل مصحف إلكتروني بطبعة الملك فهد لتسويقه في السوق العربي وكان القارئ الرقمي الذي أرسلوه لحرف شئ محير في إمكانيته التي نراها لأول مرة ومنها الاحتفاظ بالرسم على الشاشة بدون استخدام بطارية القارئ
وكانوا يرسلون أحد الفنيين بفرع القاهرة للتعاون مع حرف في التطوير
ولكن للأسف الشديد لم يكتمل المشروع
خويك هاني علي

Wael AlGhool said...

بما أن مفيش فايدة من انتظار الدعم فممكن نصبر نفسنا حتى بمعرفة الكيفية التي تقوم عليها هذه التقنية الجديدة ...

ولن تصدقوا أنها تقنية غاية في البساطة، وهي أن بعض جسيمات بيضاء مختلطه مع أخرى سوداء بحيث تتأثر أحدهما بشحنه معاكسة لأختها، فالشحنة السالبة مثلا تؤثر على الجسيمات البيضاء والموجبة تؤثر على السوداء وبهذه الكيفية يتم إبراز المساحات البيضاء على حساب الأخرى السوداء أو العكس، ولن تصدقوا إذا قلنا ان الجسيمات السوداء هي زيت أسود والبيضاء هي شبكات الماء التي تصطاد جسيمات الزيت الأسود.


The idea behind the technology in brief.

The screen is actually filled with small capsules containing charged pigment.

When the charge applied to each capsule is adjusted, they will appear as black, white, or multiple shades of gray.

E Ink uses stationary microcapsules that contain white particles, black particles, and a clear fluid. When a charge is applied to the capsule, black particles rise to the top—an opposite charge brings the white particles to the top.

A third e-paper technology announced the year 2003 by Philips Research uses black oil and water trapped in tiny cells to create black and white pixels. An electric charge makes the water push the black oil to the side, exposing a white surface underneath.

Unknown said...

على فكرة ياحاج وائل
انا اللى كنت مسؤل عن مشروع حرف وانتل

لكن للاسف مكملش مش عارف ليه

مع ان وزير الاوقاف الكويتى شافه ساعتها واعجب بيه جدا

والبرمجة بتاعته كانت بال C وعلى الينكس(embedded linux)

محمد فرجانى